ماكرون يصف اتهامات نتنياهو بالتقاعس عن مكافحة معاداة السامية بـ”المسيئة”

دخلت العلاقات الفرنسية الإسرائيلية مرحلة جديدة من التوتر، بعدما وصف الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون اتهامات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لباريس بالتقاعس عن مكافحة معاداة السامية بأنها مسيئة وتمثل إهانة لفرنسا بأكملها

وفي رسالة نشر مضمونها بصحيفة لوموند الفرنسية، دعا ماكرون نتنياهو إلى وقف ما اعتبره “اندفاعاً قاتلاً ومتهوراً” نحو حرب طويلة الأمد في غزة، مؤكداً أن مبادرته الدبلوماسية بالعمل على الاعتراف بدولة فلسطينية تمثل يداً ممدودة من أجل السلام الدائم في المنطقة، وليست بأي حال دعماً لحركة حماس

وكان نتنياهو بعث برسالة إلى ماكرون في 17 أغسطس الجاري، أعرب فيها عن قلقه إزاء تصاعد معاداة السامية في فرنسا وغياب إجراءات حاسمة لمواجهتها، متهماً الرئيس الفرنسي بـ”تأجيج هذه الظاهرة” عبر تحركاته السياسية المؤيدة لحل الدولتين. وردت الرئاسة الفرنسية بعد يومين على تلك المزاعم ووصفتها بأنها “خاطئة ومشينة”

وأكد ماكرون في رده أنه سيظل ضامناً للحاجة الملحة لمحاربة هذه الجريمة البشعة في كل مكان ودائماً، لافتاً إلى أن معاداة السامية في فرنسا لها جذور تاريخية تغذيها أطراف من اليمين المتطرف، والآن أيضاً اليسار المتطرف الذي يجسد المجتمع اليهودي ويغذي الكراهية ضده

وشدد الرئيس الفرنسي على أن إقامة الدولة الفلسطينية يجب أن تمثل نهاية حماس، معتبراً أن هذه الخطوة هي السبيل الوحيد لمنع انزلاق الأجيال الجديدة في إسرائيل إلى حرب دائمة، مدمرة للفلسطينيين في غزة، وخطيرة على إسرائيل والمنطقة بأسرها

تتطلب الأوضاع الحالية في الشرق الأوسط دبلوماسية فعالة ومستمرة لتحقيق الاستقرار. يجب على الأطراف المعنية أن تتكاتف من أجل إيجاد حلول سلمية تعود بالنفع على الجميع

إن استمرار التوترات الحالية قد يؤدي إلى تداعيات غير محسوبة، مما يستدعي حواراً مفتوحاً وعميقاً بين الدول المعنية لتحقيق السلام الدائم