جارديان: إعلان المجاعة فى غزة يكشف تجاهل الاحتلال الإسرائيلى للإنسانية

انتقدت صحيفة “الجارديان” البريطانية استمرار المجازر فى قطاع غزة، وقالت إن إعلان التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي (IPC) يوم الجمعة عن انتشار المجاعة في غزة يجب أن يكون نقطة تحول في الحرب. ويُعتبر هذا التصنيف، الذي يُمثل مسحًا دقيقًا للبيانات المتاحة، المعيار الذهبي الدولي في الأزمات الغذائية

وبعد أن تعرض لانتقادات طويلة من قِبل العاملين في المجال الإنساني في حالات طوارئ أخرى بسبب الإفراط في الحذر، يُمثل إعلان التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي عن المستوى الخامس – جوع “كارثي” – في غزة لحظة فارقة. ووفقًا للمعايير الصارمة للتصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي، يتطلب الأمر تجاوز ثلاثة مستويات حرجة: الحرمان الغذائي الشديد، وسوء التغذية الحاد، والوفيات المرتبطة بالجوع، وجميعها ظاهرة الآن في غزة

ويعاني ربع الفلسطينيين في غزة من الجوع – أكثر من 500 ألف شخص – ومن المتوقع أن يرتفع هذا العدد إلى أكثر من 640 ألفًا في غضون ستة أسابيع

ومن علامات دقة لجنة التخطيط المتكامل أنها لم تُعلن عن المجاعة هناك، رغم الشكوك القوية بوجود مجاعة في أقصى شمال غزة، نظرًا لنقص البيانات الموثوقة المتاحة

ولم يُعلن عنها رسميًا، بل اتهمت إسرائيل لجنة التخطيط المتكامل بالتلاعب بها من قِبل حماس، مُدّعيةً أنها تُوفر ما يكفي من الغذاء لغزة

وأضافت الجارديان: “إلا أن هذه الكذبة مُدحضة ليس فقط بحكم لجنة التخطيط المتكامل، بل بتراكم جميع الأدلة المتاحة الواردة من غزة. فقد دأبت وكالات الإغاثة، الكبيرة والصغيرة – بما في ذلك عيادات منظمة أطباء بلا حدود – على جمع بياناتها الخاصة عن تزايد مستويات سوء التغذية الحاد. وقد روى أطباء وصحفيون فلسطينيون وأفراد عاديون قصصهم عن قضائهم أيامًا دون طعام، وعن فقدانهم الشديد للوزن وإرهاقهم

وبدأت الفئات الأكثر ضعفًا – صغار السن وكبار السن، والذين يعانون من حالات صحية سابقة – بالموت، وهو أمر متوقع في ظل مجاعة مُتفاقمة

ولم تكن استجابة إسرائيل إنسانية. سعى المتحدثون باسمها ووكلاؤها جاهدين للتقليل من شأن الوفيات، مدّعين أن من يموتون كانوا يموتون لأسباب أخرى، وفقا للصحيفة

ومن خلال منعها وسائل الإعلام الأجنبية من الوصول إلى غزة لتغطية الأحداث بشكل مستقل، نقلت إسرائيل بدلاً من ذلك “مؤثرين” متعاطفين على وسائل التواصل الاجتماعي إلى غزة لتضخيم إنكارها: بأن الأمر إما خطأ حماس أو خطأ الأمم المتحدة، التي منعت إسرائيل، وكالتها الرئيسية لإغاثة الفلسطينيين، الأونروا، من العمل في إسرائيل

تستمر معاناة سكان غزة في ظل الظروف القاسية التي يعيشونها. يتطلب الوضع تحركًا عاجلاً من المجتمع الدولي لضمان وصول المساعدات الإنسانية اللازمة

يجب أن تكون هناك جهود منسقة لتسليط الضوء على هذه الأزمة وتقديم الدعم اللازم للمتضررين، فالوضع لا يحتمل المزيد من التهميش أو الإهمال