
يواصل الاحتلال الإسرائيلي عدوانه على قطاع غزة، مما يعرض أهله للموت جوعا أو قصفا في جرائم وحشية لم يشهدها التاريخ من قبل، وهذه الأفعال أطاحت بكافة قوانين ومعاهدات ومبادئ حقوق الإنسان. وفي هذا الإطار، نوضح في السطور التالية ما ذكره الإعلان العالمي لحقوق الإنسان وأطاح به الاحتلال.
يعتبر الإعلان العالمي لحقوق الإنسان وثيقة تاريخية هامة في تاريخ حقوق الإنسان، صاغه ممثلون من مختلف الخلفيات القانونية والثقافية من جميع أنحاء العالم. اعتمدت الجمعية العامة الإعلان العالمي لحقوق الإنسان في باريس في 10 ديسمبر 1948 بموجب القرار 217 ألف، بوصفه المعيار المشترك الذي ينبغي أن تستهدفه كافة الشعوب والأمم. وهو يحدد، وللمرة الأولى، حقوق الإنسان الأساسية التي يتعين حمايتها عالميا.
ترجمت تلك الحقوق إلى 500 لغة من لغات العالم، ومن المعترف به على نطاق واسع أن الإعلان العالمي لحقوق الإنسان قد ألهم ومهد الطريق لاعتماد أكثر من سبعين معاهدة لحقوق الإنسان، مطبقة اليوم على أساس دائم على المستويين العالمي والإقليمي.
وجاءت الديباجة كالتالي:
لما كان الاعتراف بالكرامة المتأصلة في جميع أعضاء الأسرة البشرية وبحقوقهم المتساوية الثابتة هو أساس الحرية والعدل والسلام في العالم، في حين أن تناسي حقوق الإنسان قد أدى إلى أعمال همجية أثارت غضب ضمير البشرية، وظهور عالم يتمتع فيه البشر بحرية الكلام والمعتقد والتحرر من الخوف والعوز قد أعلن أنه أعلى تطلعات من عامة الناس.
ولما كان من الضروري أن يتولى القانون حماية حقوق الإنسان لكيلا يضطر المرء آخر الأمر إلى التمرد على الاستبداد والظلم، ولما كان من الجوهري تعزيز تنمية العلاقات الودية بين الدول.
ولما كانت شعوب الأمم المتحدة قد أكدت في الميثاق من جديد إيمانها بحقوق الإنسان الأساسية وبكرامة الفرد وقدره وبما للرجال والنساء من حقوق متساوية، وحزمت أمرها على أن تدفع بالرقي الاجتماعي قدماً وأن ترفع مستوى الحياة في جو من الحرية أفسح، ولما كانت الدول الأعضاء قد تعهدت بالتعاون مع الأمم المتحدة على ضمان اطراد مراعاة حقوق الإنسان والحريات الأساسية واحترامها، ولما كان للإدراك العام لهذه الحقوق والحريات الأهمية الكبرى للوفاء التام بهذا التعهد.
فالآن، الجمعية العامة، تنادي بهذا الإعلان العالمي لحقوق الإنسان على أنه المستوى المشترك الذي ينبغي أن تستهدفه كافة الشعوب والأمم حتى يسعى كل فرد وهيئة في المجتمع، واضعين على الدوام هذا الإعلان نصب أعينهم، إلى توطيد احترام هذه الحقوق والحريات عن طريق التعليم والتربية واتخاذ إجراءات مطردة، قومية وعالمية، لضمان الاعتراف بها ومراعاتها بصورة عالمية فعالة بين الدول الأعضاء ذاتها وشعوب البقاع الخاضعة لسلطاتها.
وتنص المادة 1 منه على أن يولد جميع الناس أحراراً ومتساوين في الكرامة والحقوق. وهم قد وهبوا العقل والوجدان وعليهم أن يعاملوا بعضهم بعضاً بروح الإخاء.
فيما نصت المادة 2 على أنه لكل إنسان حق التمتع بجميع الحقوق والحريات المذكورة في هذا الإعلان، دونما تمييز من أي نوع، ولا سيما التمييز بسبب العنصر، أو اللون، أو الجنس، أو اللغة، أو الدين، أو الرأي سياسيًّا وغير سياسي، أو الأصل الوطني أو الاجتماعي، أو الثروة، أو المولد، أو أي وضع آخر. وفضلاً عن ذلك، لا يجوز التمييز على أساس الوضع السياسي أو القانوني أو الدولي للبلد أو الإقليم الذي ينتمي إليه الشخص، سواء أكان مستقلاً أو موضوعًا تحت الوصاية أو غير متمتع بالحكم الذاتي أم خاضعًا لأي قيد آخر على سيادته.
ونصت المادة 3 على أنه لكل فرد الحق في الحياة والحرية وفي الأمان على شخصه.
تظل حقوق الإنسان محورًا أساسيًا في بناء المجتمعات العادلة، حيث يتطلب تحقيق العدالة الاجتماعية وتعزيز السلام العالمي الالتزام بتلك الحقوق. ينبغي على جميع الدول العمل معًا لضمان احترام حقوق الإنسان وحمايتها كحق أساسي لكل فرد.
يجب أن ندرك أن حقوق الإنسان ليست مجرد نصوص قانونية، بل هي قيم ومبادئ تعكس إنسانيتنا. إن العمل من أجل تعزيز هذه الحقوق يتطلب جهدًا جماعيًا من جميع أفراد المجتمع، لضمان عالم أفضل للأجيال القادمة.
- جنازة شابة فلسطينية في إيطاليا تتحول لمظاهرة حاشدة ضد الاحتلال
- مظاهرة في برشلونة تندد بالعدوان الإسرائيلي على غزة وتطالب بقطع العلاقات
- أونروا: حوالي 90% من غزة أصبحت مناطق عسكرية إسرائيلية
- كاتس: وافقنا على خطط الجيش للقضاء على حماس وإخلاء السكان في غزة
- تليجراف: هيئة رصد الجوع الدولية ستعلن "مجاعة في غزة" لأول مرة