
اجتمع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي وعدد من قادة أوروبا أمس الاثنين لمناقشة أمن أوكرانيا والعمل على التوصل لاتفاق سلام محتمل مع روسيا، وهي المرة الأولى التي يعود فيها زيلينسكي إلى البيت الأبيض منذ اجتماعه الكارثي في المكتب البيضاوي فبراير الماضي عندما هاجمه ترامب ونائبه واتهموه بعدم تقدير الولايات المتحدة.
وكعادة ترامب، لم يخلو الاجتماع من التعليقات المثيرة للجدل، رغم أن الأجواء بين الرئيس الأمريكي وقادة أوروبا كانت أكثر هدوءًا وتفهمًا.
خلال الحديث، لمح ترامب خلال الحديث إلى إمكانية استمراره في منصبه بعد انتهاء ولايته المحددة بموجب الدستور الأمريكي بفترتين متتاليتين أو منفصلتين في عام 2028، وقال مازحًا مقاطعا تصريح لزيلينسكي حول تعليق الانتخابات أثناء الحرب: “إذن، أنت تقول إنه لا يمكن إجراء انتخابات أثناء الحرب.. دعوني أقول فقط، بعد ثلاث سنوات ونصف من الآن… إذا كنا في حرب مع أحد، فلن تُجرى انتخابات بعد الآن هذا جيد”
بالإضافة إلى زيلينسكي، استضاف البيت الأبيض أيضًا الأمين العام لحلف الناتو مارك روته، ورئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، والرئيس الفنلندي ألكسندر ستاب، والمستشار الألماني فريدريش ميرز، والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، ورئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني، ورئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، في اجتماع متعدد الأطراف بعد ظهر يوم الاثنين.
جاءت زيارة القادة الأوروبيين الجماعية بعد أيام قليلة من قمة ألاسكا التي استضاف خلالها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وخلال لقائهما في 15 أغسطس، حقق الزعيمان “تقدمًا كبيرًا”، وفقًا لترامب، لكنهما لم يتوصلا إلى اتفاق لوقف إطلاق النار.
وقال ترامب للصحفيين بعد قمة بوتين: “لقد عقدنا اجتماعًا مثمرًا للغاية، وتم الاتفاق على العديد من النقاط. لم يتبقّ سوى القليل جدًا. بعضها ليس بتلك الأهمية. ربما يكون أحدها هو الأهم”
لطالما كانت الولاية المحظورة محل جدل منذ تولي ترامب منصبه في يناير، فمن بيع قبعات “ترامب 2028” على موقعه الإلكتروني الرسمي إلى تصريحه لمجلة تايم بأن “هناك بعض الثغرات التي نوقشت” فيما يتعلق بولاية ثالثة، أصر على أنه “لا يمزح” بشأن احتمال بقائه رئيسًا.
واقترح مؤيدي ترامب بعض الاحتمالات المختلفة أبسطها هو تعديل الدستور، إما بتصويت ثلثي أعضاء الكونجرس أو بموافقة ثلثي الولايات الأمريكية على الدعوة لعقد مؤتمر دستوري لاقتراح التغييرات – وكلاهما يعتبر مستبعدًا للغاية، والطريقة الثالثة تتضمن فوز جيه دي فانس نائبه في انتخابات 2028 على قائمة فانس-ترامب، ثم استقالته.
تستمر الأوضاع في أوكرانيا في جذب انتباه العالم، حيث تبقى التوترات قائمة بين روسيا والدول الغربية. يتطلع زيلينسكي إلى دعم مستمر من المجتمع الدولي لتحقيق الاستقرار في بلاده.
في ظل هذه الظروف، يبقى موقف ترامب محط أنظار الكثيرين، حيث تتزايد التكهنات حول ما إذا كان سيعود إلى الساحة السياسية بشكل أقوى من السابق. يتساءل المراقبون عن كيفية تأثير هذه الاجتماعات على مستقبل العلاقات الدولية.