تعمدت استهداف المدنيين.. أوبزرفر: انتقادات لخطة تهجير سكان غزة قسرا

أبرزت صحيفة “الأوبزرفر” البريطانية قرار جيش الاحتلال الإسرائيلي الاستعداد لـ التهجير القسري لسكان غزة، حيث أفاد مسئولو الصحة بأنه قتل ما لا يقل عن 40 شخصًا، بينهم رضيعة في خيمة وأشخاص يبحثون عن المساعدة، في هجماته الأخيرة وسط انتقادات دولية.

وجاء هذا الإعلان بعد أيام من إعلان إسرائيل عزمها شن هجوم جديد للسيطرة على مدينة غزة، أكبر مركز حضري في القطاع، في خطة أثارت قلقًا دوليًا. وقد أدى الهجوم الإسرائيلي بالفعل إلى نزوح معظم السكان، ومقتل عشرات الآلاف من المدنيين، وتسبّب في مجاعة.

وأعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي أنه سيتم تزويد سكان غزة بالخيام ومعدات إيواء أخرى ابتداءً من يوم الأحد قبل نقلهم من مناطق القتال إلى جنوب القطاع “لضمان سلامتهم”. ولم يُحدد موعد بدء النزوح الجماعي.

وقالت الصحيفة إن إسرائيل قصفت مرارًا وتكرارًا مناطق أعلنتها مناطق آمنة. واستشهدت رضيعة ووالداها أمس عندما أصابت غارة جوية إسرائيلية خيمة في المواصي، التي كانت إسرائيل قد صنفتها سابقًا منطقة إنسانية، جنوب غزة، وفقًا لمسئولي مستشفى ناصر وشهود عيان.

وسأل جارها فتحي شبير: “شهران ونصف، ماذا فعلت؟”. “إنهم مدنيون في منطقة مُصنفة آمنة”

قال جيش الاحتلال الإسرائيلي إنه لا يستطيع التعليق على الغارة دون مزيد من التفاصيل.

وتُعد المواصي الآن واحدة من أكثر المناطق كثافة سكانية في غزة بعد أن دفعت إسرائيل السكان إلى هذه المنطقة المهجورة. لكن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو قال الأسبوع الماضي إن إسرائيل تخطط لتوسيع هجومها العسكري القادم ليشمل المنطقة، إلى جانب مدينة غزة و”المخيمات المركزية” – في إشارة واضحة إلى مخيمي النصيرات والبريج للاجئين المكتظين في وسط غزة.

ووفقًا لجهاز الدفاع المدني، استشهد ما لا يقل عن 13 فلسطينيًا السبت برصاص القوات أثناء انتظارهم استلام مساعدات غذائية بالقرب من مواقع التوزيع في الشمال والجنوب.

وأعلنت وزارة الصحة السبت عن وفاة 11 شخصًا آخرين بسبب سوء التغذية في غزة خلال الـ 24 ساعة الماضية، بينهم طفل واحد على الأقل. وبذلك، يرتفع عدد الوفيات الناجمة عن سوء التغذية بسبب الحصار الإسرائيلي المفروض على المساعدات إلى 251 حالة.

وفي الأيام الأخيرة، أفاد سكان مدينة غزة بتكرار الغارات الجوية التي استهدفت المناطق السكنية، لا سيما في الشرق والجنوب، بما في ذلك حي الزيتون. وقالت حماس السبت إن الجيش استهدف المنطقة بالطائرات الحربية والمدفعية والطائرات المسيرة.

وقال المتحدث باسم الدفاع المدني، محمود بصل، إن الأوضاع في حي الزيتون تتدهور بسرعة، حيث لا يحصل السكان إلا على القليل من الطعام والماء، إن وُجد، وسط قصف إسرائيلي مكثف.

وقال إن التقديرات تشير إلى وجود حوالي 50 ألف شخص في تلك المنطقة من مدينة غزة، “معظمهم بلا طعام أو ماء” ويفتقرون إلى “ضروريات الحياة الأساسية”.

وقال غسان كاشكو، 40 عامًا، الذي يحتمي مع عائلته في مبنى مدرسة بالحي: “لا نعرف طعم النوم”. وأضاف أن الغارات الجوية وقصف الدبابات يتسببان في “انفجارات… لا تتوقف”

وأضاف بصل أن إسرائيل تمارس تطهيرًا عرقيًا في حي الزيتون. ويؤكد جيش الاحتلال الإسرائيلي التزامه بالقانون الدولي، بينما تتهمه جماعات حقوق الإنسان، بما في ذلك في إسرائيل، بارتكاب إبادة جماعية.

المدنيون في غزة يعانون من ظروف قاسية، حيث تزداد الأوضاع سوءًا يومًا بعد يوم. مع استمرار القصف، يعيش الناس في حالة من الخوف والترقب، مما يجعل من الصعب عليهم الحصول على احتياجاتهم الأساسية.

إن المجتمع الدولي مطالب بالتدخل الفوري لوضع حد لهذا العنف ومساعدة السكان الذين يعانون من أزمات إنسانية متفاقمة، فكل دقيقة تمر تعني فقدان المزيد من الأرواح.

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *