
حذر الإعلامي أيمن عدلي “رئيس لجنة التدريب والتثقيف بنقابة الإعلاميين”، من تنامي ظاهرة المحتوى الهابط على منصات التواصل الاجتماعي، خاصة “تيك توك”، معتبرًا أن الأمر تجاوز حدود التفاهة العشوائية، ليصبح أداة خطيرة ضمن مخططات ممنهجة تستهدف ضرب استقرار الدولة المصرية وتشويه الهوية الوطنية.
وقال عدلي في تصريح خاص لـ”سلاش ويب”، إن صناع المحتوى الذين يصعدون عبر خوارزميات تلك المنصات يتحولون إلى أدوات فعالة في حروب الجيل الرابع، التي تسعى لتفكيك المجتمع من الداخل، عبر التأثير السلبي على وعي النشء وتدمير القيم المجتمعية الراسخة.
وأشار إلى أن بعض من يتصدرون “التريند” يروجون لسلوكيات منحطة، مستغلين حالة الفراغ والضياع التي يعاني منها بعض الشباب لتحقيق شهرة رخيصة، وهو ما يشكل تهديدًا مباشرًا للأمن الثقافي والوعي العام، ويستدعي تحركًا حاسمًا من الجميع.
ورحب “عدلي” بالإجراءات التي اتخذتها الدولة مؤخرًا ضد عدد من صناع المحتوى المنفلت، واصفًا إياها بالخطوة الضرورية لكبح موجة الانفلات القيمي التي تتغذى عليها تلك المنصات، مشددًا في الوقت نفسه على أن المواجهة لا يجب أن تقتصر على البعد الأمني أو القانوني فقط.
وأكد أن المسؤولية الكبرى تقع على عاتق الأسرة والمؤسسات التعليمية والثقافية، التي يجب أن تتحرك لتوعية الأجيال الجديدة بخطورة الانسياق وراء “تريندات” مزيفة، تسوق لنجاحات زائفة وصور مشوهة عن الثقافة والمجتمع.
واختتم عدلي تصريحاته بالتأكيد على أن ما يبث عبر هذه المنصات لا يمكن اعتباره تعبيرًا عن حرية الرأي، بل هو أقرب إلى العبث الممنهج الذي يهدد القيم والثوابت، داعيًا إلى تكوين وعي جماهيري ناقد قادر على التمييز بين المحتوى الهادف والهدام.
في ظل هذا الوضع، من الضروري أن تتعاون جميع الجهات المعنية لوضع استراتيجيات فعالة لمواجهة هذه الظاهرة. يجب أن تشمل هذه الاستراتيجيات توعية الشباب بأهمية انتقاء المحتوى الذي يتابعونه وتأثيره على حياتهم.
كما ينبغي تعزيز المحتوى الإيجابي الذي يعكس القيم الثقافية الأصيلة ويشجع على الإبداع والابتكار، مما يسهم في بناء مجتمع واعٍ ومتماسك.
التعليقات