أكد الدكتور أيمن محسب، وكيل لجنة الشؤون العربية بمجلس النواب، أن زيارة وزير الخارجية والهجرة الدكتور بدر عبد العاطي إلى العاصمة الأمريكية واشنطن جاءت في توقيت بالغ الأهمية، وسط تطورات إقليمية متسارعة، مشيرا إلى أن الزيارة حققت مكاسب دبلوماسية وسياسية مهمة، سواء على مستوى العلاقات الثنائية أو في إطار دعم الموقف المصري تجاه عدد من القضايا المصيرية التي تشهدها المنطقة.
وقال “محسب”، إن اللقاءات المكثفة التي عقدها وزير الخارجية مع كبار المسؤولين في الإدارة الأمريكية وأعضاء الكونجرس، عكست مدى تقدير الولايات المتحدة للدور المصري، ومتانة الشراكة الاستراتيجية بين البلدين، التي تقوم على المصالح المتبادلة ودعم الاستقرار الإقليمي، ومكافحة الإرهاب، والتنسيق في ملفات الشرق الأوسط.
وأشار عضو مجلس النواب، إلى أن الزيارة حملت رسائل قوية وواضحة من مصر إلى المجتمع الدولي، وعلى رأسها ضرورة وقف العدوان على قطاع غزة، وضمان وصول المساعدات الإنسانية بشكل عاجل ومستدام، مع الدفع نحو استئناف المسار السياسي على أساس حل الدولتين، باعتباره الخيار الوحيد لإنهاء الصراع الفلسطيني – الإسرائيلي بشكل عادل وشامل.
وأضاف “محسب”، أن الوزير بدر عبد العاطي نجح خلال زيارته في إعادة تسليط الضوء على الدور المصري في إدارة الأزمات الإقليمية، لا سيما في السودان وليبيا، وموقف القاهرة الثابت من رفض أي إجراءات أحادية في ملف سد النهضة، والتأكيد على التمسك بالمسار التفاوضي بما يضمن الحقوق المائية لمصر في إطار من التفاهم والتعاون، فضلا عن أن تعزيز قنوات الاتصال بين الجانبين المصري والأمريكي بشأن ملفات التعاون الاقتصادي والاستثماري، وهو ما يُعد رسالة ثقة للمجتمع الدولي في استقرار الاقتصاد المصري، ويعزز من فرص تدفق الاستثمارات في ظل بيئة تشريعية جاذبة وإرادة سياسية واضحة للإصلاح والتنمية.
ولفت الدكتور أيمن محسب، إلى أن مصر أثبتت من خلال هذه الزيارة أنها لا تتحرك فقط كطرف إقليمي فاعل، بل كدولة ذات رؤية متكاملة لحل الأزمات، وصوت عقلاني يحظى باحترام وتقدير الأطراف الدولية، مؤكدا أن السياسة الخارجية المصرية في عهد الرئيس عبد الفتاح السيسي أصبحت تقوم على المبادرة والحضور والتأثير، وليس رد الفعل، مشددا على أن الجولة الخارجية الناجحة لوزير الخارجية تعزز من مكانة مصر الدبلوماسية، وتؤكد أن القاهرة كانت وما زالت ركيزة أساسية في أمن واستقرار الشرق الأوسط، وأن صوتها سيظل معبرا عن إرادة الشعوب العربية في السلام والعدل والسيادة.
وفي ضوء هذه التطورات، من المهم أن تواصل مصر تعزيز دورها الإقليمي والدولي، بما يسهم في تحقيق الاستقرار والسلام في المنطقة. كما يجب على المجتمع الدولي دعم الجهود المصرية لتحقيق الحلول الدائمة للقضايا المعقدة التي تواجه المنطقة.
تظل مصر في موقعها كداعم رئيسي للسلام، ويجب أن تستمر في العمل على بناء جسور التعاون مع مختلف الأطراف، لضمان مستقبل أفضل للأجيال القادمة.