الأقسام: أخبار دوليّة

ماذا يعني قرار ترامب إرسال غواصتين نوويتين بالقرب من روسيا؟ بوليتيكو توضح


ذكرت صحيفة “بوليتيكو” الأمريكية في تعليقها على إعلان الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، أنه أمر بنشر غواصتين نوويتين أمريكيتين ردًا على ما وصفه بـ”تصريحات استفزازية للغاية” من الرئيس الروسي السابق دميتري ميدفيديف بشأن القدرات النووية لروسيا، أن ترامب لوح بأخطر سلاح على الإطلاق، ولكن ربما لا يعني هذا التهديد أي شيء.


وأشارت الصحيفة إلى أن دونالد ترامب، الذي يُعاني من أسبوعٍ مليء بالأخبار السيئة، قرر أن يُلوّح بأخطر سيفٍ على الإطلاق.


وفي منشورٍ اليوم على موقعه “تروث سوشيال”، زعم الرئيس أنه أمر “بوضع غواصتين نوويتين في المناطق المناسبة”. (جميع الغواصات الأمريكية تعمل بالطاقة النووية؛ قد يقصد ترامب الغواصات المُسلحة بأسلحةٍ نوويةٍ باليستية). وأضاف ترامب: “الكلماتُ بالغةُ الأهمية، وقد تُؤدي في كثيرٍ من الأحيان إلى عواقبَ غير مقصودة، وآمل ألا تكون هذه إحدى تلك الحالات”.


ورأت الصحيفة الأمريكية أن هذه الكلمات قد لا تعني شيئًا، فالغواصات التي تحمل الردع النووي البحري الأمريكي تجوب محيطات العالم بشكلٍ روتيني، ويحمل كلٌّ منهما ما يصل إلى 20 رأسًا نوويًا، على صواريخ يتجاوز مداها 4000 ميل، وبالتالي يُمكن اعتبار أي مكان تقريبًا “منطقة مناسبة”. ومن المحتمل أن ترامب لم يُصدر مثل هذه الأوامر أصلًا؛ فعادةً ما لا يُناقش البنتاجون والبيت الأبيض تحركات غواصات الصواريخ الباليستية الأمريكية.


وأضافت الصحيفة أن منصب ميدفيديف كنائب رئيس مجلس الأمن في الاتحاد الروسي يجعله شخصًا ذو نفوذ محدود في روسيا، وقد تبادل هو وترامب الإهانات العلنية على وسائل التواصل الاجتماعي منذ أشهر، حيث يُوصي ترامب ميدفيديف بـ”الحذر في كلامه”، بينما يُحذِّر ميدفيديف ترامب من تذكُّر “اليد الميتة” الروسية، وهي نظام يُفترض أنه يُطلق العنان لنهاية العالم، ويمكنه إطلاق جميع الأسلحة النووية الروسية حتى لو دُمِّرت موسكو وقتلَت قيادة الكرملين.


ورأت الصحيفة أن المشكلة ليست أن ترامب سيُشعل أزمة نووية بمنشور عن غواصتين – على الأقل ليس هذه المرة. ولكن المسألة الأكثر إثارة للقلق هي أن رئيس الولايات المتحدة يرى أنه من المقبول استخدام غواصات الصواريخ الباليستية كألعاب، أو أشياء يُلوّح بها عندما يريد تشتيت انتباه الجمهور أو صرف الانتباه عن أخبار سيئة، أو لمجرد أن مسئولًا روسيًا أزعجه.


تعتبر هذه التصريحات من ترامب مؤشرًا على كيفية تفاعله مع الأزمات الدولية، حيث يمكن أن تؤدي هذه التصرفات إلى تصعيد التوترات بين الدول. من الضروري أن يتم التعامل مع مثل هذه التصريحات بحذر ووعي أكبر لما يمكن أن تؤول إليه الأمور في المستقبل.


في النهاية، يبقى السؤال حول كيفية تأثير هذه الديناميكيات على العلاقات الدولية، وما إذا كانت ستؤدي إلى تغييرات جوهرية في الاستراتيجيات العسكرية للأطراف المعنية.