باحث: الإخوان ارتكبت جرائم سياسية وأخلاقية بالتظاهر أمام سفارة مصر


أكد الباحث فى شؤون الجماعات الإسلامية، منير أديب، أن التظاهرات التى نظّمها عناصر من جماعة الإخوان أمام السفارة المصرية فى تل أبيب، تمثل سقطة جديدة تضاف إلى سجل الجماعة المليء بالانحرافات السياسية والتواطؤ مع أعداء الأمة، مشيرًا إلى أن هذا المشهد يكشف عن جرائم واضحة ارتكبها التنظيم فى حق مصر وفلسطين على حد سواء.


وأوضح أديب أن الجريمة الأولى تتمثل فى حصول الإخوان على تصريح رسمى من حكومة الاحتلال الإسرائيلى لتنظيم التظاهرة، وهى ذات الحكومة التى قتلت عشرات الآلاف من الفلسطينيين، مشيرًا إلى أن الجماعة اختارت المكان الخطأ والخصم الخطأ، حيث أن العدو الحقيقى هو الاحتلال وليس مصر.


وأضاف أن الوجهة الطبيعية لأى احتجاج يجب أن تكون أمام مؤسسات الاحتلال مثل وزارة الخارجية الإسرائيلية أو مقر الكابينت أو قيادة الجيش الإسرائيلى، وليس أمام سفارة دولة كانت وما زالت تتحمل مسؤوليتها التاريخية فى دعم القضية الفلسطينية.


وأشار الباحث إلى أن إسرائيل تسيطر بالكامل على المعبر من الجانب الفلسطينى، وهى من تعرقل دخول المساعدات، وبالتالى فإن تحميل مصر المسؤولية يتماهى مع أجندة الاحتلال، ويخدم محاولاته لتشويه الدور المصري.


وأوضح أديب أن ما جرى يمثل تطابقًا فى الأهداف بين إسرائيل وجماعة الإخوان، فكلا الطرفين يسعيان للضغط على مصر وتقويض جهودها السياسية والإنسانية فى الملف الفلسطينى، مؤكدًا أن الجماعة فضحت نفسها بنفسها، بعدما اختلطت إعلامها بشعارات الاحتلال، فى غياب تام لأى علم فلسطينى خلال التظاهرة.


وأضاف أن تفاعل الإخوان على مستوى القيادات والكوادر مع هذه التظاهرة، وتبريرها وتأييدها، يعكس منطق “القطيع” الذى يحكم هذا التنظيم، حيث يتم التحرك والدفاع بشكل جماعى دون وعى أو بصيرة، فقط لأن القيادة قررت ذلك.


وأكد منير أديب أن الهدف الحقيقى من هذه التظاهرات لم يكن فلسطين، بل محاولة جديدة لتشويه الدولة المصرية، والتشويش على مواقفها الثابتة، ومحاولة ابتزازها عبر التحريض الإعلامى والميدانى، ضمن خطط الإخوان المتواصلة لإسقاط الدولة من الخارج بعدما فشلوا فى الداخل.


وشدد فى ختام تصريحاته على أن مصر الدولة والشعب لن تتخلى عن القضية الفلسطينية مهما اشتدت الضغوط، بينما جماعة الإخوان، وكما أثبتت هذه التظاهرات، لن تتخلى عن أوهامها فى الوصول إلى السلطة ولو على حساب دماء الشعوب وأمن الأوطان.


إن التحديات التي تواجه مصر في هذه المرحلة تتطلب تكاتف جميع القوى الوطنية، فالقضية الفلسطينية ليست مجرد قضية سياسية، بل هي قضية إنسانية تتعلق بمصير شعوب بأكملها. يجب على جميع الأطراف أن تدرك خطورة المرحلة وأن تعمل بروح واحدة لتحقيق العدالة والسلام في المنطقة.


تظل القضية الفلسطينية في قلب الوجدان العربي، ولا بد من العمل الجاد والمستمر لدعمها. إن الوحدة والتعاون بين الدول العربية هو السبيل الأمثل لمواجهة التحديات التي تفرضها الظروف الراهنة، ولتأكيد أن فلسطين ستظل حاضرة في كل القضايا العربية.

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *