إسبانيا تتحرك ضد خلايا الإخوان في كتالونيا بضربات موسعة ضد التهديدات المتطرفة


في ظل تصاعد القلق الأوروبي من تنامي الحركات الإرهابية المتشددة، تواصل إسبانيا جهودها لملاحقة مراكز جماعة الإخوان داخل أراضيها، وتحديدًا في إقليم كتالونيا الذي يُعدّ أبرز بؤر النشاط المرتبط بالجماعة.


ووفقًا لتقرير حديث صادر عن المرصد الدولي لدراسات الإرهاب، تشير التقديرات إلى وجود خمسة مراكز رئيسية تابعة للإخوان فى إسبانيا ويتمركز معظمها فى كتالونيا وفالنسيا وتعد برشلونة نقطة تركيز أساسية حيث سجلت فيها 14 عملية أمنية من أصل 49 عملية جرت فى البلاد خلال عام 2025 وكلها مرتبطة بإنشطة إرهابية.




وأشارت صحيفة ليبرداد ديجيتال الإسبانية إلى أن هذه الحصيلة تعد زيادة ملحوظة مقارنة بعام 2023، وهو ما دفع المعهد الوطنى للإحصاء والمعلومات إلى التحذير من تنامى نفوذ الإخوان بشكل ممنهج، وسط مخاوف من استغلال البنية الاجتماعية والدينية فى تلك المناطق لبث خطاب متطرف يستهدف النسيج المجتمعى والأمن القومى.




وتؤكد هذه التطورات أن الحكومة الإسبانية تضع الجماعة ضمن أولوياتها الأمنية، في إطار خطة شاملة لمواجهة التطرّف الفكري والتجنيد الإلكتروني، واحتواء أي تهديدات قد تمس استقرار البلاد.


كما أن إسبانيا تركز أيضا على التحقيقات والاعتقالات ضد أفراد تورطوا في أنشطة إرهابية خلال العقدين الماضيين، على غرار شبكة “أبو دحداح” التي نفذت هجوم مدريد 2004.




وتستمر الحملات الأمنية في أوروبا، حيث تشمل التحقيقات أئمة وجمعيات مرتبطة بالجماعة، وترحيل متهمين مثل قائد تم ترحيله عام 2018 إثر ثبوت تورطه في التحريض والتطرف.


بينما يحذر خبراء أمنيون مثل لورينزو فيدينو من استخدام الجماعة أساليب “قانونية هادئة” للتأثير داخل المجتمعات الأوروبية، يرى آخرون، مثل أوليفييه روا، أن خطر الإخوان مبالغ فيه، وينبغي توجيه الانتباه أكثر إلى تيارات أكثر تطرفًا.


تتطلب مواجهة هذه التحديات تكاتف الجهود بين الدول الأوروبية لمكافحة التطرف وتعزيز الأمن الداخلي. من المهم أيضًا تعزيز الوعي المجتمعي حول مخاطر التطرف وتأثيره على المجتمعات.


تستمر إسبانيا في تطوير استراتيجيات أمنية فعالة لمواجهة التهديدات المستمرة، مع التركيز على تعزيز التعاون الدولي وتبادل المعلومات بين الدول لمواجهة التحديات المشتركة.