
يشهد قطاع غزة حاليًا تحقق أسوأ سيناريو للمجاعة، وذلك بحسب التحذير الذي نشره التصنيفُ المتكامل لمراحل الأمن الغذائي هذا الأسبوع، فالناس لا يجدون طعامًا لأيام، وآخرون يموتون لأن أجسادهم التي تعاني نقص التغذية أو الضعف الشديد تستسلم للأمراض أو لفشل الأعضاء، وبينما يُنتظر من النظام الصحي أن يكون مصدرًا للإعاشة والإغاثة، فإن النظام الصحي في غزة يفتقر إلى الإمدادات الطبية الأساسية والوقود وغير ذلك من الضروريات اللازمة لأداء مهامه بشكلٍ كاملٍ؛ بل إن العاملين في المجال الإنساني والعاملين الصحيين يعانون الضعف بسبب الجوع.
وقالت المنظمة فى بيان لها، إن الموت جوعًا يعني موتًا بطيئًا ومؤلمًا، والطفلُ الجائع، وهو من بين الفئات الأشد ضعفًا وعرضة للخطر، قد يبكي من الألم بكاء مستمرًا، إلى أن يصير أضعف من أن يستطيع البكاء، والطفل المصاب بسوء التغذية الحاد سيفقد حياته إذا لم يُعالج على وجه السرعة، مضيفة أن وقف نزيف الأرواح المؤلم وعكس مسار هذه المأساة التي من صنع الإنسان سيستغرق شهورًا، إن لم يكن سنوات، ذلك أن تعافي شخص مصاب بسوء التغذية أمر يتطلب عناية طبية متخصصة، وتغذية علاجية صحيحة، ومكملات غذائية دقيقة مناسبة، ومما يؤسف له أن التبعات تستمر مدى الحياة في بعض الحالات الشديدة، بدءًا من توقف النمو وضعف نمو الدماغ ووصولًا إلى مضاعفات صحية أخرى دائمة.
وسيواصل شركاء التصنيف المتكامل لمراحل الأمن الغذائي، ومنهم منظمة الصحة العالمية، إجراء المزيد من التقييمات، لكن خطورة الوضع واضحة، ويجب السماح فورًا بدخول الأغذية والأدوية وجميع أشكال المساعدات، وذلك على نطاق واسع، عبر جميع الطرق الممكنة، وهذه الإمدادات جاهزة لدى شركاء الأمم المتحدة ومنتظرة عند الحدود.
وتدعو منظمة الصحة العالمية إسرائيل إلى التعجيل بتيسير وصول الأمم المتحدة وغيرها من الجهات الفاعلة في مجال العمل الإنساني بضمان الوصول الآمن والسريع ودون عوائق من أجل إيصال المساعدات وتوزيعها، وكما دأبنا دائمًا، فإننا نطالب بإنهاء هذه المعاناة، ونطالب بالإفراج عن زميلنا الذي لا يزال رهن الاحتجاز، وندعو إلى إطلاق سراح الرهائن وفي نهاية المطاف ودائمًا، نطالب بوقف إطلاق النار، إن السلام هو الخطوة الأولى للتعافي.
التصنيف المتكامل لمراحل الأمن الغذائي شراكةٌ بين 21 منظمة، ومنها منظمة الصحة العالمية، ويتعاون الشركاء معًا من أجل تحديد شدة ومدى انعدام الأمن الغذائي الحاد والمزمن وحالات سوء التغذية الحاد داخل البلدان، وفقًا للمعايير المعترف بها دوليًا.
إن الوضع في غزة يتطلب تضافر الجهود من المجتمع الدولي لمواجهة هذه الكارثة الإنسانية، فالتدخل الفوري مطلوب لإنقاذ الأرواح المتضررة وتقديم المساعدات اللازمة. يجب أن تكون هناك استجابة منسقة وشاملة تلبي احتياجات السكان المحرومين من أبسط مقومات الحياة.
التحديات التي يواجهها سكان غزة تتطلب أيضًا دعمًا نفسيًا واجتماعيًا، حيث أن أثر المجاعة لا يقتصر على الجسد فقط، بل يمتد ليشمل الصحة النفسية والرفاهية العامة. يجب أن نعمل جميعًا على بناء مستقبل أفضل لهم من خلال توفير الدعم اللازم.
- مفوض الأونروا: المجاعة في غزة متعمدة والغذاء سلاح حرب
- تقرير الأمم المتحدة يتوقع معاناة 512 مليون من نقص التغذية بحلول 2030
- الصحة العالمية: انتشار المجاعة وسوء التغذية في أنحاء قطاع غزة
- الهلال الأحمر الفلسطيني يثمن جهود مصر في دعم غزة منذ بداية العدوان
- وفاة 3 رضع في غزة نتيجة سوء التغذية ونقص الحليب بسبب حصار الاحتلال للقطاع