
خلال المؤتمر الصحفي الأسبوعي الذي عقده اليوم الأربعاء، الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، بحضور عدد من الوزراء، استعرض الدكتور خالد عبد الغفار، نائب رئيس مجلس الوزراء للتنمية البشرية وزير الصحة والسكان، جهود القطاع الطبي المصري في التعامل مع أزمة قطاع غزة، وتقديم العديد من الخدمات والرعاية الطبية للأشقاء الفلسطينيين.
واستهل الدكتور خالد عبد الغفار حديثه عن الجهود الطبية المقدمة من جانب الدولة المصرية، والمتمثلة في وزارة الصحة، ووزارة التعليم العالي والبحث العلمي، ومؤسسات المجتمع المدني، وكذا القطاع الخاص، بالإشارة إلى أنه مر 662 يوما منذ بداية الأحداث في 7 أكتوبر 2023، موضحاً أن الجهود بدأت منذ اندلاع الأزمة وتدهور الوضع الإنساني في قطاع غزة، واصفاً هذا الوضع بالكارثي، قائلاً: “منذ هذا التاريخ هناك تكليفات من فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، والحكومة، بالاستعداد لاستقبال الجرحى والمصابين جراء العملية العسكرية التي كانت متوقعة بعد أحداث 7 أكتوبر”.
ونوه الدكتور خالد عبد الغفار إلى أنه تم بالفعل تشكيل لجنة الأزمة في وزارة الصحة والسكان، بالتعاون مع مختلف الجهات المقدمة للخدمات الصحية، حيث تم إعداد 37 مستشفى في 8 محافظات، المجموعة الأولى منها تضمنت المستشفيات بمحافظة شمال سيناء: بئر العبد، والشيخ زويد، والعريش العام، ونخل، بإجمالي عدد أسرة تخطى الـ 500 سرير، بالإضافة إلى عدد كبير من الرعايات المركزة، حيث تم استعداد هذه المستشفيات وتجهيزها بمختلف المعدات الطبية المتقدمة من أشعة رنين، وأشعة مقطعية، ومختلف الأجهزة الجراحية، هذا إلى جانب الأطقم الطبية المتخصصة في العمليات الحربية، والمؤهلة للتعامل مع مختلف الحالات الناتجة عن مثل هذه العمليات العسكرية.
وأضاف نائب رئيس مجلس الوزراء للتنمية البشرية وزير الصحة والسكان: وصل عدد المستشفيات التي تقدم الخدمات الطبية للأشقاء الفلسطينيين اليوم إلى 300 مستشفى في 26 محافظة على مستوى الجمهورية، منوهاً إلى أن هناك 172 مستشفى في 24 محافظة بها العديد من الأشقاء الفلسطينيين يتلقون الرعاية والخدمات الطبية اليوم، مشيراً إلى أن هذا عمل ضخم استلزم مجهوداً كبيراً وتدريباً من جانب مختلف الفرق الطبية، هذه الفرق التي تواجدت بمعبر رفح، حيث تم استقبال الحالات بداية من مطلع شهر نوفمبر من عام 2023 من خلال 150 سيارة إسعاف تم تخصيصها لنقل الجرحى والمصابين من المعبر إلى مختلف المستشفيات في نطاق محافظة شمال سيناء، ثم بدأ الانتقال إلى مستشفيات محافظات القناة، وذلك طبقا لتقدم الحالات، والتخصصات الدقيقة المطلوبة لتلك الحالات، موضحاً أنه تم رصد نحو 38 ألف طبيب من مختلف التخصصات الطبية بالتعاون مع وزارة التعليم العالي والجامعات المصرية، وما يقرب من 25 ألفاً من هيئة التمريض، عملوا خلال الفترة الماضية منذ اندلاع الأزمة في قطاع غزة على تقديم الخدمات الطبية للأشقاء الفلسطينيين.
ونوه الدكتور خالد عبد الغفار إلى أنه تم خلال فترة الـ 662 يوماً، إجراء أكثر من 5200 تدخل جراحي، منها تدخلات جراحية استغرقت أكثر من 12 ساعة متواصلة لإجراء العمليات الجراحية المتقدمة للجرحى والمصابين الفلسطينيين، كما تم إجراء أكثر من 90 ألف فحص طبي أثناء هذه الفترة لمختلف المترددين والعابرين لمنفذ رفح، والذين وصل عددهم إلى أكثر من 110 آلاف من المواطنين الفلسطينيين ومن الجنسيات المتعددة، هذا إلى جانب حصول الأطفال دون العشر سنوات على مختلف التطعيمات الإلزامية، حيث وصل عدد الأطفال الذين تم تطعيمهم إلى 27 ألف طفل، هذا بالإضافة إلى العمليات الجراحية المتقدمة التي تم إجراؤها في مختلف التخصصات مثل جراحات المخ والأعصاب، وجراحات العظام المتقدمة، وأيضاً جراحات القلب والصدر، وجراحات التجميل والحروق، كما تم استضافة عدد كبير من أصحاب الأمراض المزمنة، وخاصة أمراض الأورام، وأمراض القلب والأمراض المناعية.
وأشار نائب رئيس مجلس الوزراء للتنمية البشرية وزير الصحة والسكان، إلى أن حجم الإصابات والجرحى كان كبيراً وهو ما استدعى تضافر مختلف جهود أجهزة الدولة، هذا فضلاً عن المرافقين للمرضى والمصابين، الذين وصل عددهم إلى أكثر من 16 ألف مرافق، وهو ما دعا لتكثيف الجهود وبالتنسيق مع وزارات التضامن الاجتماعي، والشباب والرياضة، والتنمية المحلية، والإسكان، لتوفير أماكن لإيواء المصابين والجرحى ومرافقيهم حتى يتماثلوا للشفاء. وتحدث عن الجهود الكبيرة التي بذلتها وزارة التضامن الاجتماعي لتأمين أماكن الإعاشة، موضحاً أن الإجراءات التي تم تنفيذها خلال 21 شهراً بلغت تكلفتها المالية أكثر من 578 مليون دولار على الدولة المصرية.
وأضاف: أن هذه الجهود وتكلفتها جاءت بعيداً عن المزايدات أو المتاجرة بالقضية الفلسطينية، مشدداً على أنها رسالة واضحة للمواطن المصري تدعو للفخر بالدولة التي لم تدخر جهداً في التعامل مع هذه القضية الإنسانية.
وتابع أن التواصل مستمر مع المصابين للتخفيف من الأعباء النفسية ومساندتهم، مع التأكيد على استمرار الدعم والمساعدة للأشقاء الفلسطينيين.
كما أكد الدكتور خالد عبد الغفار جاهزية الفرق الطبية المصرية دائماً أمام معبر رفح، لاستقبال الأشقاء من الجانب الفلسطيني، لتلقي العلاج والرعاية الطبية، لافتاً إلى ما يذكره الأشقاء الفلسطينيون أنفسهم من قصص تحكي جهود الدولة بقيادة فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، لاحتضانهم وتقديم الخدمات الطبية والمساعدات لهم في هذه المحنة، لافتاً خلال حديثه إلى ما استقبلته مصر من دولة السودان لما يقرب من 450 ألف نازح نتيجة الأحداث السودانية الأخيرة، هذا بالإضافة إلى ما تستضيفه مصر من المقيمين من عدد من الدول المختلفة.
واستعرض الوزير في فيلم تليفزيوني أعدته الوزارة توثيقاً لمختلف المساعدات، وشهادات من الفلسطينيين المستفيدين أنفسهم.
وعقب ذلك، انتقل الحديث، خلال المؤتمر الصحفي، للدكتورة مايا مرسي، وزيرة التضامن الاجتماعي، حيث وجهت الشكر للقيادة السياسية على الدور الواضح، والمجهود الذي تم خلال تلك الفترة المهمة في ملف القضية الفلسطينية.
وقالت الوزيرة: خلال الأيام الماضية استطاعت الدولة المصرية زيادة وتكثيف عدد المساعدات التي تدخل قطاع غزة، مع إطلاق قافلة من الهلال الأحمر المصري “زاد العزة من مصر لغزة”، وخلال 4 أيام فقط تم دخول نحو 4 آلاف و500 طن مساعدات غذائية أساسية يحتاجها المواطنون داخل القطاع.
وأضافت: هناك ترسيخ لجميع جهود وزارة التضامن الاجتماعي لدعم جمعيات المجتمع المدني ودعم أشقائنا في غزة من خلال تيسير التبرعات ومراجعتها بشكل صحيح من قبل جمعية الهلال الأحمر المصري؛ ليتسنى أيضاً لنا تسهيل الدخول عبر معبر كرم أبو سالم.
وتابعت الدكتورة مايا مرسي: الآلية التنسيقية الوطنية تقودها جمعية الهلال الأحمر المصري، هذه الجمعية التي كانت نتاج خبرة 115 عاماً، وتضم 35 ألفاً من المتطوعين الموجودين بصفة مستمرة على المعابر. وخلال الفترة الماضية، ومنذ أحداث السابع من أكتوبر، هناك أكثر من 35 ألف شاحنة مساعدات إنسانية، بما يقرب من 500 ألف طن، وهو رقم قياسي في تاريخ العمل الإنساني.
واستطردت الوزيرة: دفعت مصر بأكثر من 176 سيارة إسعاف للجانب الفلسطيني، فضلاً عن إقامة مراكز لوجستية جمركية للهلال الأحمر المصري لأول مرة أيضاً؛ للحفاظ على المواد والإعانات والمساعدات الإنسانية داخل العريش والإسماعيلية، وكذا إقامة المطبخ الإنساني بمدينة الشيخ زويد بمحافظة شمال سيناء، لتوفير الوجبات الغذائية للفلسطينيين النازحين والعالقين، وإرسال الخبز إلى غزة. وبدءا من مارس 2024، بدأ تشغيل هذا المطبخ ووصلت الوجبات الساخنة إلى نصف مليون وجبة ساخنة، و2 مليون رغيف و700 ألف وجبة جافة.
كما أضافت وزيرة التضامن أنه تم تنسيق إدخال 4 مستشفيات ميدانية تتبع دولاً ومنظمات دولية إلى القطاع. كما تم استقبال سفينتين بميناء العريش تعمل كمستشفيات ميدانية عائمة لعلاج المصابين، لافتة أيضاً إلى تقديم الرعاية اللازمة للعابرين من معبر رفح من قِبل الهلال الأحمر المصري وتقديم خدمات إغاثية لهم بإجمالي عدد 107 آلاف و87 عابراً، إلى جانب تقديم خدمات متعددة للمصابين العابرين من قبل الهلال الأحمر المصري وعددهم 7277 مصاباً، بالإضافة إلى مرافقيهم، وعددهم الذي وصل إلى ما يقرب من 16 ألف مرافق.
وأكدت الوزيرة أن الهلال الأحمر المصري أنفق 105 ملايين دولار من موازنته، في الـ 21 شهراً الماضية هذا بخلاف حساب التبرعات العينية من المجتمع المصري والتحالف الوطني للعمل الأهلي التنموي، وصندوق “تحيا مصر”، مؤكدة أن المواطن المصري كان الأسبق في تقديم المواد الغذائية “فالمواطن المصري اقتسم المواد الغذائية من أجل تقديمها لأشقائنا في غزة”، قائلة: هذه الموازنة من المجتمع المصري تعدت 4 مليارات جنيه.
ونوهت الوزيرة إلى أنه، كما ذكر نائب رئيس مجلس الوزراء للتنمية البشرية، هناك 6 آلاف و300 من المرافقين المقيمين داخل نقاط أو مراكز إيواء في 17 نقطة إيواء في محافظات: الأقصر ودمياط والبحيرة والقاهرة وبورسعيد والجيزة وشمال سيناء والإسماعيلية والغربية وقنا، وبالتعاون بين وزارات التضامن الاجتماعي والإسكان والشباب والرياضة والتنمية المحلية، توفر الحكومة المصرية الأثاث لتلك المراكز المؤقتة والمواد الغذائية والملبس، مع توفير أيضاً الحضانات والوحدات الطبية داخل هذه التجمعات الإيوائية. وهذه الموازنة أيضاً تخطت 29 مليون دولار.
وأضافت: وما زلنا نستضيف أشقاءنا من المرافقين والمرضى الذين تم شفاؤهم في هذه المراكز الإيوائية، ونواصل الليل مع النهار مع 35 ألف متطوع من شباب وفتيات الهلال الأحمر المصري في كل هذه النقاط، بالإضافة إلى تواجد أكثر من 2500 متطوع في معبري رفح وكرم أبو سالم والمراكز الموجودة في الشيخ زويد بالعريش.
وفي ختام حديثها نوهت الوزيرة إلى استعراض فيلم عن المخبز الذي قام اليوم بخبز عشرات الآلاف من الخبز الطازج بالإضافة إلى الخبز المعد مسبقاً، والذي دخل إلى قطاع غزة، موضحة أن هذا المخبز موجود منذ 2024 ومستمر في العمل وتقديم وجبات لأشقائنا في قطاع غزة.
ونؤكد على أهمية استمرار الدعم العربي والدولي للقضية الفلسطينية، حيث أن التعاون المشترك بين الدول يمكن أن يسهم في تحسين الوضع الإنساني في القطاع. نحن جميعاً نعمل من أجل مستقبل أفضل للأشقاء الفلسطينيين.
كما نحث المجتمع الدولي على اتخاذ خطوات فعلية لدعم الشعب الفلسطيني وضمان حقوقه، فالوحدة والتضامن هما السبيل لتحقيق السلام والاستقرار في المنطقة.
التعليقات