الحكومة اليونانية تعيد تقييم استراتيجيتها لمكافحة الحرائق

أجرت الحكومة اليونانية مراجعة شاملة لاستراتيجيتها في مكافحة حرائق الغابات الموسمية، التي شهدت تزايدًا ملحوظًا في حدتها خلال السنوات الأخيرة بفعل تغيّر المناخ، وذلك بهدف تحسين قدرتها على التصدي لهذا التهديد المتكرر.

وعادةً ما تتعرض السلطات اليونانية لانتقادات حادة خلال ذروة موسم الحرائق، لاسيما بسبب افتقارها إلى إجراءات استباقية لمواجهة هذا النوع من الكوارث. وشكّل حريق عام 2023، الذي التهم أكثر من 90 ألف هكتار من الغابات في منطقة إيفروس قرب الحدود التركية – وهو الأكبر في تاريخ أوروبا – نقطة تحوّل دفعت باتجاه تحديث استراتيجية الاستجابة، بحسب ما نقلته قناة “تي إس آر” السويسرية.

وفي إطار الاستراتيجية الجديدة، استثمرت اليونان في تقنيات حديثة أبرزها الطائرات الحرارية بدون طيار، وأقرت آليات للاستجابة الفورية لأي حريق صغير لمنع تحوّله إلى كارثة واسعة النطاق. كما ألزمت المواطنين بإزالة الأعشاب الجافة حول ممتلكاتهم، وشجّعت على تعزيز التنسيق بين مختلف الجهات المعنية مثل السلطات المحلية، حراس الغابات، الجيش، ورجال الإطفاء.

وبحسب البيانات الرسمية، ارتفع عدد رجال الإطفاء هذا العام إلى نحو 18 ألف عنصر، وهو رقم قياسي يمثل زيادة بنسبة 15% مقارنة بعام 2022.

ورغم تسجيل عشرات الحرائق في أنحاء متفرقة من البلاد خلال عطلة نهاية الأسبوع الماضي، تؤكد السلطات أن الهدف الأساسي هذا الموسم هو تفادي تكرار مأساة قرية ماتي الساحلية، التي شهدت في عام 2018 واحدة من أكثر الكوارث دموية في تاريخ البلاد، عندما أودت النيران بحياة 104 أشخاص.

إن الجهود المستمرة لتحسين استجابة الحكومة لحرائق الغابات تعكس التزامها بحماية البيئة والمواطنين. التعاون مع المجتمع المحلي يعتبر جزءًا أساسيًا من هذه الاستراتيجية.

كما أن التوعية العامة حول مخاطر الحرائق وسبل الوقاية منها تلعب دورًا كبيرًا في تقليل الخسائر المحتملة. تحسين التعليم البيئي يمكن أن يسهم في تعزيز الوعي لدى الأجيال القادمة.

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *