شباب العمال يدين دعوات حصار السفارات: تضعف موقف الدول الداعمة للقضية


أعرب الاتحاد العام لشباب العمال عن بالغ قلقه ورفضه التام للدعوات المتداولة لحصار السفارات والقنصليات المصرية في الخارج، وقال إن هذه الدعوات تمثل انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي والأعراف الدبلوماسية المستقرة، وتهدد أمن وسلامة مقارنا الدبلوماسية وموظفيها، وتعيق قيامهم بمهامهم في خدمة المواطنين ورعاية مصالح الدولة في الخارج.


وأضاف فى بيان له أنه تتمتع السفارات والقنصليات، بموجب اتفاقية فيينا للعلاقات الدبلوماسية لعام 1961 واتفاقية فيينا للعلاقات القنصلية لعام 1963، بحصانة دبلوماسية وقنصلية.


وأشار إلى أن هذه الحصانة لا تشمل فقط المباني والأملاك، بل تمتد لتشمل الدبلوماسيين والموظفين الإداريين والفنيين. ويفرض القانون الدولي على الدول المستضيفة التزامًا واضحًا وصريحًا بـ “اتخاذ جميع الخطوات المناسبة لحماية مقار البعثات من أي اقتحام أو ضرر، ولمنع حدوث أي إخلال بأمن البعثة أو الحط من كرامتها”.


وقال إن هذا الالتزام ليس مجرد إجراء شكلي، بل هو ركيزة أساسية للعلاقات الدولية المتوازنة، ويضمن قدرة البعثات الدبلوماسية على أداء مهامها الحيوية في تعزيز التعاون الثنائي والمتعدد الأطراف، ورعاية مصالح الدول وشعوبها.


وأكد عبدالعزيز سمير رئيس الاتحاد العام لشباب العمال على ضرورة أن تلتزم الدول المستضيفة بمسؤولياتها القانونية والأخلاقية في توفير الحماية اللازمة لمقار بعثاتنا الدبلوماسية والقنصلية وأفرادها، واتخاذ الإجراءات الفورية والرادعة تجاه أي محاولات للاعتداء عليها أو تهديد أمنها.


وأضاف أنه من المفارقات المؤسفة والمقلقة، أن تتزامن هذه الدعوات مع استهداف لمقار الدبلوماسية المصرية، رغم الدور المحوري والتاريخي الذي تلعبه مصر في دعم القضية الفلسطينية. إن هذا التناقض الصارخ يثير تساؤلات جدية حول الدوافع الحقيقية وراء هذه الحملات، والتي تبدو وكأنها تسعى لتشويه صورة مصر والنيل من جهودها المستمرة.


وأكد رئيس الاتحاد بأن مصر كانت وستظل دائمًا في طليعة الدول الداعمة للحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف. هذه الدعوات والتحركات المعادية لا تخدم القضية الفلسطينية، بل إنها تضعف من موقف الدول الداعمة لها وتشتت الجهود الرامية لتحقيق حل عادل وشامل.


وشدد على أن الدولة المصرية لم تدخر جهدًا في دعم القضية الفلسطينية، سواء على الصعيد السياسي والدبلوماسي أو على الصعيد الإنساني. فمنذ بدء الأزمة الراهنة في قطاع غزة، كانت مصر البوابة الرئيسية لإنقاذ أهالي القطاع، وقد بذلت وما زالت تبذل جهودًا مضنية لإدخال المساعدات الإنسانية والإغاثية بكافة أشكالها.


لقد فتحت مصر معبر رفح البري بصفة مستمرة، ونسقت مع كافة الأطراف الدولية والإقليمية لضمان تدفق المساعدات من غذاء ودواء ومستلزمات طبية ومواد إيواء، في ظل ظروف بالغة الصعوبة والتحدي. كما استقبلت مصر أعدادًا كبيرة من المصابين والجرحى الفلسطينيين لتلقي العلاج في مستشفياتها، وقدمت لهم كل الدعم والرعاية اللازمة. بالإضافة إلى ذلك، قامت مصر بجهود دبلوماسية مكثفة لوقف إطلاق النار، وحماية المدنيين، وتأمين وصول المساعدات، وإطلاق سراح الرهائن، وتهيئة الظروف للتوصل إلى حل سياسي شامل.


إن هذه الجهود الملموسة والواضحة تؤكد على التزام مصر الثابت تجاه أشقائنا الفلسطينيين، وتكشف زيف الادعاءات التي تحاول تشويه هذا الدور. ندعو الجميع إلى تغليب صوت الحكمة والمسؤولية، والابتعاد عن الخطابات التي تؤجج العنف والتفرقة، والتركيز على دعم الجهود الرامية لتحقيق السلام والاستقرار في المنطقة.


إن تعزيز التعاون الدولي في مواجهة التحديات الراهنة يعد أمرًا ضروريًا، فالتضامن بين الدول يمكن أن يسهم في تحقيق الأمان والازدهار للجميع. يجب أن نتكاتف جميعًا لنشر ثقافة الحوار والتفاهم، والعمل على بناء عالم يسوده السلام.


كما نؤكد على أهمية الدور الحيوي للشباب في هذا السياق، فالشباب هم قادة المستقبل وعليهم مسؤولية كبيرة في نشر الوعي وتعزيز القيم الإنسانية، مما يسهم في بناء مجتمعات أكثر استقرارًا وتسامحًا.

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *