منذ بداية الحرب الإسرائيلية على غزة، لم يتوقف الحديث عن معبر رفح الحدودي، باعتباره شريان الحياة الوحيد لسكان القطاع، والمنفذ الإنساني الذي تعبر منه المساعدات والجرحى والحالات الطارئة، لكن ما لا يعرفه كثيرون أن غزة ليست مرتبطة بالعالم الخارجي من خلال رفح فقط، بل هناك سبعة معابر رئيسية، تتحكم إسرائيل في معظمها، وتستخدمها وسيلة للضغط والخنق، وسلاح للحرب.
وفى الوقت الذى فتحت فيه مصر معبر رفح لأقصى طاقته، وقدمت الدعم السياسي واللوجستي والطبي قدر استطاعتها، تواصل إسرائيل، باعتبارها القوة المحتلة، إغلاق المعابر التي تقع تحت سيطرتها، وتمنع دخول المساعدات الأساسية، بل وتستهدفها أحيانًا بالقصف المباشر، و تتنصل من أي مسؤولية عن الكارثة الإنسانية في غزة، وتواصل قصف المعابر، وتمنع دخول المساعدات، وتفرض حصارًا مشددًا في انتهاك صارخ للقانون الدولي.
و يرتبط قطاع غزة بالعالم من خلال سبعة معابر رئيسية، وهي:
رفح : يربط غزة بمصر، ويستخدم لعبور الأفراد والحالات الإنسانية، ولا يدخل منه بضائع أو وقود، وفقًا إلى اتفاقيات ما بعد 2005، ومنذ بداية العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، فتحت مصر معبر رفح لاستقبال المصابين والمرضى، وسهلت دخول آلاف الشاحنات المحملة بالغذاء والدواء والوقود، رغم المخاطر الأمنية على الجانب المصري، كما قامت القاهرة بدور سياسي محوري في التهدئة والمفاوضات، ورفضت بشدة أية محاولات لفرض التهجير القسري للفلسطينيين عبر أراضيها، لكنه خضع للكثير من الإغلاقات ثم سيطرت إسرائيل على الجانب الفلسطيني منه العام الماضي
كرم أبو سالم: المعبر التجاري الوحيد الذي كانت تدخل منه المواد الغذائية والوقود، و تتحكم فيه إسرائيل وتغلقه باستمرار، ويستخدم أساسًا إدخال البضائع والمساعدات الإنسانية إلى القطاع ، وفي 2007 أصبح المعبر المنفذ التجاري الوحيد إلى غزة، وقد كانت تسري قدراته الأساسية بنحو 250 شاحنة يوميًا قبل الحصار، وهو مسؤول بشكل رئيسي عن إدخال الغذاء والوقود والأدوية والسلع الأساسية ،كما يخضع لقيود تقنية كبيرة تؤدي إلى إغلاقه بشكل متكرر رغم أنه يستحوذ على 57% من الحركة التجارية للقطاع، و يتم فتحه أحيانًا لدخول مساعدات محدودة، لكن إسرائيل تتحكم في توقيته وكمياته، وتغلقه بشكل متكرر كعقاب جماعي
إيرز أو بيت حانون: مخصص لعبور الأفراد من غزة إلى الداخل المحتل أو الضفة، ويخضع لرقابة إسرائيلية مشددة، وهو مغلق منذ 7 أكتوبر 2023، مع استهدافه بالقصف، ما أدى لتعطيله الكامل، ويحتاج المسافرون عبره لتصاريح أمنية إسرائيلية معقدة ، يقع في شمال القطاع، بين كيبوتس إيرز ومدينة بيت حانون، يعد المعبر الوحيد الذي يسمح بدخول الأشخاص من غزة إلى إسرائيل والضفة ، ويخضع كاملًا لإدارة الجيش الإسرائيلي، وتمنح تصاريح خاصة لأهداف إنسانية أو طبية، ولمجموعات محدودة مثل تجار أو طلاب رياضيين بعد خضوع لفحوصات أمنية دقيقة وانتظار قد يتجاوز 50 يوم عمل للحصول على تصريح
كارني: كان مخصصًا لنقل البضائع بشكل رئيسي، وتميز ببنية تحتية متطورة نسبيًا، وأُغلق نهائيًا من قبل الاحتلال عام 2011، ودُمرت بنيته بالكامل، وسبب الإغلاق، هو أن إسرائيل زعمت وجود “مخاطر أمنية”، بينما الهدف الحقيقي كان إحكام الحصار الاقتصادي على غزة
صوفا: أغلق منذ سنوات، وكان يخصص لدخول مواد البناء، مغلق منذ عام 2008، ورغم أن مواد البناء ضرورة إنسانية، أغلقت إسرائيل هذا المعبر بذريعة استخدام “الإسمنت في الأنفاق”، مما أدى لتعطيل مشاريع الإسكان والبنية التحتية في غزة
كيسوفيم: معبر عسكري يستخدم لنقل القوات والمعدات، منذ عام 2005
معبر البحر:مرفأ غزة الذي يفترض أن يكون منفذًا بحريًا، لكن إسرائيل تمنع استخدامه منذ سنوات
تتزايد المخاوف بشأن الوضع الإنساني في غزة مع استمرار إغلاق المعابر، حيث يعاني السكان من نقص حاد في المواد الأساسية، مما يزيد من معاناتهم اليومية. إن الأمل في فتح المعابر وتسهيل دخول المساعدات لا يزال يشكل نقطة محورية في جهود الإغاثة الدولية.
تتطلب الظروف الحالية دعمًا أكبر من المجتمع الدولي، حيث أن استمرار الحصار والإغلاقات يؤثر بشكل مباشر على حياة الملايين في غزة، مما يستدعي تحركًا عاجلًا لإنهاء هذه الأزمة الإنسانية.