
للرئيس الأمريكي دونالد ترامب مواقف تختلف كثيرًا عما يحمله المنصب من رسميات وبروتوكولات، فخلال ولايته الأولى فاجأ عدد من قادة العالم بعرضه رقم هاتفه، وطلب منهم التخلي عن الدبلوماسية المعتادة والاتصال به مباشرة.
وفقا لمجلة بوليتكو، أصبح ولع ترامب بالدردشة المتكررة، غير الرسمية جانبًا راسخًا من شخصيته وبعد ستة أشهر من ولايته الثانية، يواصل قادة العالم، الذين يرغبون في الحفاظ على ود الرئيس، الاتصال به وإرسال الرسائل النصية بانتظام أحيانًا لمناقشة مسائل ذات أهمية عالمية، وأحيانًا أخرى لمجرد التواجد.
قال شخص مطلع على مكالمات ترامب: “إنه يتحدث إلى العديد من القادة أكثر بكثير مما يدركه أي شخص.. الكثير من المكالمات تتعلق بأمور محددة، أعمال حقيقية، ولكن هناك أيضًا أحاديث شخصية غير رسمية”.
من بين هؤلاء القادة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، وولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، ورئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، ورغم أن الطابع غير الرسمي لهذه المحادثات لا يختلف كثيرًا عن الأسلوب الارتجالي الذي يظهره ترامب في المناسبات العامة، إلا أنه ملفت للمساعدين المستمعين، وقد تذكر شخص مطلع على إحدى محادثات ترامب مع ماكرون أن الزعيمين كانا يتحدثان بنوع من الحميمية وقال متذكرا: “كان الأمر مسليًا بشكل غريب كان ترامب يقول “إيمانويل” ويطيل حرف اللام، ثم يقول ماكرون “دونالد” ويطيل حرف الدال” وكان الأمر يتبادلان الحديث ذهابًا وإيابًا.
يرجع المسؤولون الأجانب قدرتهم على التكيف مع أسلوب ترامب المتحرر إلى تحسن علاقاتهم الشخصية، والتي، كما يقولون، تفضي إلى نتائج أكثر إيجابية، في أوائل مارس، استخدم ستارمر واتساب لمراسلة ترامب في سعيه لرأب الصدع بينه وبين الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي عقب لقائهما الكارثي في المكتب البيضاوي.
وقال أحد الأشخاص المطلعين على المكالمات إن ترامب غالبًا ما يبدأ ستارمر ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، في إحدى المرات أخبر ستارمر الصحفيين أنه تلقى مكالمة هاتفية من ترامب في وقت متأخر من ليل مايو أثناء مشاهدته مباراة كرة قدم لإبرام صفقة الرسوم الجمركية.
وقالت بوليتكو إن العفوية تعتمد إلى حد كبير على شروط ترامب، فعلى سبيل المثال، عندما التقط ترامب لقطة شاشة ونشر سلسلة من التعليقات لرسائل الأمين العام لحلف الناتو مارك روته، والتي تنسب إليه الفضل في اعتماد التحالف تعهد للإنفاق الدفاعي، إلا أنها كانت بمثابة تذكير لرؤساء الدول الآخرين الذين يراسلون الرئيس باستمرار بأن محادثاتهم السرية قد تصبح علنية.
تظهر هذه الديناميكية الجديدة في العلاقات الدولية كيف يمكن أن تؤثر الأساليب الشخصية على السياسة العالمية، وقد يكون لهذا تأثير كبير على كيفية تصرف القادة في المستقبل.
في النهاية، يبدو أن أسلوب ترامب الفريد قد فتح آفاقًا جديدة في التواصل بين القادة، مما يجعل العلاقات الدولية أكثر تعقيدًا وديناميكية.
- جيش الاحتلال يقدم لحكومة نتنياهو خطة السيطرة على قطاع غزة
- روسيا ترد على ترامب: لسنا إسرائيل أو إيران ونهجك يؤدي لحرب تشمل أمريكا
- دعوات في كندا لتصنيف الإخوان "منظمة إرهابية" وتحذير من "جهاد حضاري"
- ترامب يمنح بوتين 12 يوماً لإنهاء الحرب الروسية على أوكرانيا
- غزة والاعتراف بفلسطين والجمارك.. تفاصيل اجتماع ترامب وستارمر
التعليقات