
تواجه بلاد العرب ومعها أنحاء العالم كافة موجة من الطقس السئ، تأتي تلك التغيرات كنتيجة طبيعية لعبث الإنسان بالبيئة وتسببه في تغيرات غير مسبوقة بالمناخ.
في هذا الإطار تشهد دول الخليج طقسًا شديد الحرارة خاصةً خلال ساعات النهار، من بينها الكويت حيث تُسجل درجات الحرارة العظمى نحو 48 درجة مئوية، في ظل أجواء قاسية تُؤثر على مختلف المناطق، خصوصًا الداخلية منها، ويصاحب ذلك رطوبة نسبية على المناطق الساحلية تزيد من الشعور بالحرارة.
وأمام هذا الارتفاع الكبير في درجات الحرارة لجأت دول الخليج لحظر العمل خلال أوقات الظهيرة، من الحادية عشرة صباحاً حتى الرابعة عصراً، ففي الكويت دخل القرار حيز التنفيذ يونيو الماضي ويستمر حتى نهاية أغسطس تحت شعار “سلامتهم أهم”.
وفي السعودية وقطر والإمارات يستمر تطبيقه حتى 15 سبتمبر المقبل، وتشمل ساعات حظر العمل تحت الشمس من 12 ظهرًا إلى 3 مساءً حفاظًا على سلامة العمال، وتشرف “وزارة العمل” على الالتزام بتطبيق القرار، كما تم تخصيص خطوط اتصال في حال رصد أي مخالفات لهذا القرار، كما انطلقت حملات توعوية بضرورة تجنب التعرض المباشر لأشعة الشمس لفترات طويلة خلال النهار، والحرص على شرب كميات كافية من المياه لتفادي مخاطر الإجهاد الحراري.
حرائق تونس والسعودية
وفي إطار موجات الطقس السئ شهدت بلدان عربية اندلاع حرائق في غاباتها، حيث اندلع حريق في أشجار وأعشاب بمنطقة جبلية في الباحة، وتمكنت فرق الدفاع المدني من السيطرة عليه دون تسجيل أي إصابات، وأوضح “مدني الباحة” أن الحريق كان محدودًا، واقتصر على أعشاب وأشجار طبيعية في موقع وعر، مؤكدًا أن الفرق الميدانية تعاملت مع الحالة بسرعة وكفاءة، ما حال دون امتداد النيران إلى مناطق أوسع.
وشددت المديرية العامة للدفاع المدني على أهمية التقيد بتعليمات السلامة، خصوصاً في المناطق الجبلية وأثناء التنزه، مهيبة بالجميع الإبلاغ الفوري عن أي حوادث مماثلة عبر الرقم 998.
وتشهد المملكة درجات حرارة مرتفعة وتوقع المركز الوطني للأرصاد في تقريره عن حالة الطقس استمرار تأثير الرياح النشطة المثيرة للأتربة والغبار في مناطق نجران، الرياض، المدينة المنورة، مكة المكرمة، تصل إلى شبه انعدام في مدى الرؤية الأفقية على الطريق الساحلي الواصل لجازان، في حين يبقى الطقس حارًا إلى شديد الحرارة على المنطقة الشرقية.
وفي تونس أيضا تدخلت وحدات الحماية المدنية في تونس لإطفاء أكثر من 200 حريق خلال 24 ساعة، وسط ارتفاع كبير في درجات الحرار.
وحاولت وحدات الحماية المدنية السيطرة على حريق في جبل سيار بسيدي إسماعيل بولاية باجة شمال تونس، بدعم من مروحيات عسكرية، كما بذلت فرق الإطفاء جهودًا لإخماد حريق اندلع في منطقة الدولاب الجبلية بمعتمدية سبيطلة في ولاية القصرين غرب البلاد، والحيلولة دون توسع النيران إلى المناطق السكنية.
وشهدت أغلب المدن التونسية موجة حر شديدة تجاوزت الأربعين درجة مئوية، وبلغت أقصاها 48 درجة في ولايتي القيروان وتوزر.
أمطار رعدية بالجزائر
وفي الجزائر، يتوقع الديوان الوطني للأرصاد الجوية تساقط أمطار رعدية مصحوبة محليًا بحبات البرد ورياح رعدية بعدة ولايات من الوطن، وتشمل ولايات الأغواط، شمال البيض، الجلفة، المسيلة، باتنة، أم البواقي، ميلة وقسنطينة.
وتقدر كميات الأمطار المنتظرة ما بين 20 و30 ملم.
حر شديد في العراق
سجل العراق درجات حرارة غير مسبوقة، ووصلت في مناطق عدة إلى 50 درجة مئوية، بحسب بيان لهيئة الأنواء الجوية بالعراق.
وفي هذا السياق قالت الهيئة، إن “درجات الحرارة العظمى اليوم الجمعة، كالتالي: بغداد وديالى وبابل وكركوك وصلاح الدين والنجف الأشرف 48، كربلاء المقدسة وأربيل 47، الأنبار والسليمانية 46، دهوك 45، نينوى والديوانية وواسط وذي قار والمثنى 49، وميسان والبصرة 50
وذكر بيان للهيئة العامة للانواء الجوية والرصد الزلزالي قسم التنبؤ الجوي، أن “طقس الجمعة سيكون صحواً مع بعض الغيوم، ودرجات الحرارة مقاربة لليوم السابق في عموم البلاد.
من ناحية أخرى، أعلنت وزارة الموارد المائية العراقية، أن العراق يواجه أزمة جفاف تعد الأسوأ منذ عام 1933، وذلك بسبب قلة تساقط الأمطار وانخفاض الإيرادات المائية الواردة من دول المنبع، وقد أدى هذا الوضع إلى تدهور كبير في الخزين المائي للبلاد، مما يهدد بتداعيات خطيرة على الأمن المائي والاقتصاد الوطني.
تستدعي هذه الأوضاع تكاتف الجهود بين الدول العربية لمواجهة التحديات البيئية والمناخية التي تؤثر على المنطقة.
كما يجب تعزيز الوعي العام حول أهمية الحفاظ على البيئة والموارد المائية لضمان مستقبل أفضل للأجيال القادمة.
- إسبانيا تستقبل جنود ورجال الإطفاء الأوروبيين لمكافحة الحرائق
- حرائق مدمرة في أوروبا: استنفار وإجلاء آلاف السكان مع اتساع النيران
- أوروبا تحترق.. صيف كارثي بسبب حرائق الغابات يخلف خسائر فادحة
- النار تخرج عن السيطرة.. حرائق 2025 تدفع أوروبا لمستوى قياسي من التلوث
- الحكومة اليونانية تعيد تقييم استراتيجيتها لمكافحة الحرائق